روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | أخي سيهرب بسبب أمي!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > أخي سيهرب بسبب أمي!


  أخي سيهرب بسبب أمي!
     عدد مرات المشاهدة: 2866        عدد مرات الإرسال: 0


السلام عليكم يا دكتور:

انني حائرة جدا ابلغ من العمر 20 سنه وانا الأخت الوسطى بين اخوين بالإضافة لامي وابي.

صارحني اخي الاصغر 14 سنة انه يود الهروب من المنزل بعد الإمتحان وانه يكره امي كثيرا لانها تنغص عليه حياته وتمنعه من اللعب وتوبخه طوال الوقت على دراسته ولا تشكره على اي مجهود...

ان قصد امي ان ترفع مستواه لا ان تنغص عليه حياته لقد اصبح اخي شديد الفظاظه معها عكس السابق ولا يحبها ابدا حسب كلامه وجعلت انصحه بالدين وبحكم علاقتي الجيدة معه ببر الوالدين وان يلتمس لهما العذر مهما كان وبالصلاة وبالمذاكرة المفيدة وتنظيم الوقت.

كان اخي ممتازا في الدراسة ودائما نعتبره المفضل لإمي وابي لكن في الاونة الاخيرة قررت امي ان تترك اخي يعتمد على نفسه في الدراسه فتدنى مستواه جدا فقال ان السبب تركها اياه وعندما اغدق عليه ابي بالدروس الخصوصية لينهض مره اخرى وجعلت امي توبخه كثيرا لانه يقضي معظم وقته في اللعب بالكمبيوتر بالرغم من انه اتفق معها على ان يجعل للعب 3 ساعات وللمذاكرة 3 ساعات لكنه دائما يقول انه ليس لنا سيرة معه غير الدراسة..

ان امي طيبة جدا جدا وتحبنا كثيرا لقد اخبرتني مرة وهي تبكي انها تشعر بالحزن والحيرة امام تربيتنا وإنها تتمنى لو لم تكن أُما لانها لا تعرف كيف تتعامل مع ابناءها، بالطبع امي كانت تفضفض لي لانني أحب ان استمع اليها هدات من روعها واثنيت عليها لكنني لم استطع مساعدتها كثيرا ان علاقة ابي بإخي جيدة لكن ليست ممتازة

اسم المستشار: أ. مها محمد الملا

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

لقد اطلعت على مشكلتك عزيزتي والتي كانت تتمحور في النقاط التالية:

1= تهديد أخيك بالهرب من المنزل بسبب والدتك وذلك من قولك: صارحني أخي الأصغر 14 سنة أنه يود الهروب من المنزل بعد الامتحان وأنه يكره أمي كثيرا لأنها تنغص عليه حياته.

2= والدتك تتعامل معه بأسلوب ينفره لحرصها عليه وذلك من قولك: وانه يكره أمي كثيرا لأنها تنغص عليه حياته وتمنعه من اللعب وتوبخه طوال الوقت على دراسته ولا تشكره على أي مجهود.

3= طيبة أمّك الزائدة وعدم قدرتها على التعامل معكم وذلك من قولك: لقد أخبرتني مرة وهي تبكي أنها تشعر بالحزن والحيرة أمام تربيتنا وأنها تتمنى لو لم تكن أما لأنها لا تعرف كيف تتعامل مع أبنائها.

أختي الغالية:

اولا: أحبّ أن أشكرك أوّلا على حسن تعاملك وسعيك في إصلاح حال أخيك مع أمّك.

ثانيا: دعينا نستعرض بعض النقاط والتي من خلالها يمكننا التوصل إلى حلول مناسبة إن شاء الله.

أ= سنبدأ بوالدتك.

ـ أخيتي..قبل أن نتكلّم عن أخيك لنبدأ بالوالدة الحنونة الطيّبة التي كانت السبب في هذه المشكلة.

لقد حاولت أنت جاهده نصح أخيك بالتقبّل والبرّ وسماع نصائحها لكن هو لن يسمع مادام سبب المشكلة مستمرّ في تصرّفاته.

ماذا لو حرفت الزاوية قليلا لتتحدّثي مع أمّك الحبيبة خصوصا وأنّها إشتكت لك وفتحت لك قلبها بل دمعت عيناها أمامك وما أغلى دمعات الأمّ!

لماذا لا تساعدينها في اتباع الأساليب السليمة مع أخيك بما وهبك الله من ذكاء وحكمة.

ـ ساعديها على أن تتعامل معه بالأسلوب الذي يحبّبه ويجذبه لا بأسلوب التنفير، وساعديها على أن تستخدم محبّتها لابنها في تقريبه منها

ـ لا بأس أن تصارحيها بأدب وهدوء وتطرحي عليها قضيّة أخيك ثمّ تناقشيها في الأسباب التي أدت إلى إنهيار مستواه وبغضه للمنزل دون أن تتلفظي بأنّها هي السبب، تعالي إليها وكأنّك تقترحين عليها فكرة جديدة تتفائلين بأنّها ستنفع مع أخيك ليحسن المذاكرة.

ـ ذكريها بأن المرحلة التي يمرّ فيها -المراهقة- تحتاج لمعاملة خاصّة وتحمّل.

ـ إرفعي معنوياتها بأنّها أم ناجحة قادرة على أن تربّيكم خير تربية وذكريها بفضائلها عليكم وأنّكم تفخرون بها أمّا.

ـ ذكّريها بعاطفتها تجاه إبنها هذا وأنّك متأكّدة أنّها لا تريد أن تفقده لذا عليكم التعاون جميعا على مساعدته للخروج من هذا المأزق.

وإليك بعض الخطوات العملية:

1= قولي لها أن تجرّب إستقباله بإبتسامه وضمة حانية فهو أحوج ما يكون إلى حنانها خلال هذه السنوات

2= لأنّها تركت المذاكرة له فجأة ترك الدراسة معها لذا أتمنّى أن تعود إلى مذاكرة دروسه ثمّ تنسحب شيئا فشيئا فتبدأ معه بمذاكرة دروسه كلّها وبعد فترة تذاكر معه أغلب المواد ثمّ تخفّف بالمهمّة وهكذا حتى يعتمد على نفسه، بشرط أن تطيل حلمها عليه ولا تستخدم معه أسلوب التعنيف أبدا بل تكلّمه بهدوء وحنان ومحبّة وتحاول أن تحبّبه في الدراسة دون أن تضغط عليه

3= لتخصّص له مكآفآت بسيطة كلّما تحسّن وضعه -مرّة برحلة إلى مكان تحبّة، مرّة بشراء شيء بسيط له يحبّه،مرّة بإعطائه مبلغ مادّي....الخ- لكن لا تكثر حتى لايعتاد على الأمر فيساوم مذاكرته بهذه الهدايا، لتعده مثلا أنّه في نهاية الفصل الدراسي ستكافئه بالشيء الفلاني أو أنّه إذا حقّق الدرجة العالية في المادّة الفلانية ستكافئه بشيء آخر وهكذا.

ب= دور الوالد:

خلال رسالتك كلّها لم تتطرّقي إلى دور الوالد في هذا الأمر مع أنّه من المفترض أن يكون له الدور الأكبر، حاولي أن تساعديه على أن يكون له دور في مساعدة أخيك ووالدتك، ليساعد والدتك في المذاكرة لأخيك وليشعر أخوك بتعاون والديه في تعليمه وليُشعر ابنه بوجوده ومراقبته حتى لا تسهل عليه فكرة الهرب

ليحاول أن يكون أكثر قربا مع أخيك يتفهّم حاجاته ويستمع إلى همومه وشكاواه فالابن في هذا السنّ بحاجة شديدة إلى قرب والده وتفهّمه لحاله ونفسيّته حتى ينشأ سويّ الفكر مستقيم الحال بإذن الله تعالى.

ج= دورك مع أخيك:

لقد جرّبت معه النصح وهذا طيّب وإستمرّي عليه بما يناسب فكره، حاولي أنت أيضا أن تكوني أكثر قربا منه أشعريه بتفهّمك لحاله ولا تجعليه يشعر أنّك في صفّ والدته القاسية عليه في نظره، ساعديه على أن يتفهّم حرصها عليه وشجعيه على أن يفتح صفحة جديدة معها، واسأليه كيف يتمنّى أن تكون أمّه؟ وما الذي يكرهه فيها بالضبط؟

ثمّ اسأليه أنت تعرف أنّ المذاكرة والنجاح مهمّين فكيف تحبّ أن تتعامل معك أمّي لتلزم بهذه المذاكرة؟ وكيف تحبّ أن تتعامل معك حتى تزيل فكرة الهرب من رأسك؟ ثمّ أخبري والدتك بالأفكار المناسبة التي طرحها ليستقيم سلوكه معكم.

لا تجعليه يفهم من هذا أنّكم ستلبّون كلّ طلباته من أجل أن يستقيم حاله بل ليفهم أنّكم تريدون مصلحته وتريدون أن تساعدوه على أن يستقيم حاله.

د= لا تنسي باب الدعاء يا حبيبة لك ولوالدتك ولأخيك.

وأخيرا..لتكن قاعدتك أنّك حلقة وصل الحبّ بين أطراف أسرتك -والدك، والدتك، أخيك.

وأسأل الله تعالى أن يرزقك البركة والسعادة في حياتك على ما تبذلينه من جهد في إسعاد أهلك وإصلاح أحوالهم، هذا والله أعلم.

المصدر: موقع المستشار.